
وكذلك ما يفارقك منك من قصّ شارب، وحلق عانة، وقصّ أظفارٍ، وتسريح شعر، وتنقية وسخ... لا يفارقك شيء من ذلك من بدنك إلا وأنت على طهارةٍ وذكرِ الله عز وجل فإنه يُسأل عنك: كيف تركك؟
ولقد دخلت يوماً الحمامَ لغُسل طرأ عليَّ سحَراً، فلقيتُ فيه نجم الدين أبا المعالي ابن اللهيب ـ وكان صاحبي ـ فاستدعى بالحلاق يحلق رأسه، فصحتُ به: يا أبا المعالي! فقال لي من فوره قبل أن أتكلم: إني على طهارة؛ قد فهمتُ عنك! فتعجّبتُ من حضوره وسرعة فهمه ومراعاته الموطنَ وقرائنَ الأحوال وما يعرفه مني في ذلك، فقلت له: بارك الله فيك، والله ما صحتُ بك إلا لتكون على طهارة وذكر عند مفارقة شعرك! فدعا لي ثم حلق رأسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق